fbpx

ما سر نجاح الأكاديمية الملكية لفنون الطهي في تقديم حلول التعليم عن بعد في ظل جائحة كوفيد -19؟

ما سر نجاح الأكاديمية الملكية لفنون الطهي في تقديم حلول التعليم عن بعد في ظل جائحة كوفيد -19؟

تلقى غالبية المعلمين – إن لم يكن جميعهم – بريدًا إلكترونيًا من مدرستهم/جامعتهم لإعلامهم بتحوّل التعليم إلى التعلم عن بعد خلال الربع الأول من عام 2020، وقد مرّ كل معلم بمرحلة من الارتباك، وطُرحت العديد من الأسئلة إلى الذهن:
• هل أنا مستعد للتدريس خلف كاميرا الويب؟ هل طلابي جاهزون لهذا التغيير؟
• ما هي المنصة التي سأستخدمها؟ هل أنا مرتاح لاستخدام التكنولوجيا؟
• لم نعد في فصل دراسي تفاعلي حقيقي، كيف يمكنني ضمان مشاركة طلابي خلف الشاشات؟
• كيف يمكنني تقديم المادة بطريقة بسيطة في ظل غياب التفاعل الحقيقي حيث تكون لغة الجسد وتعبيرات الوجه مفقودة؟
• ما مدى شفافية ودقة تقييماتي؟
وما لا يحصى من الأسئلة والمخاوف والمشاعر المختلطة التي كانت ولا زالت موجودة منذ بداية الوباء المهيمن على عالمنا حتى اليوم.
علاوة على كل هذه الاهتمامات، واجهت الأكاديمية الملكية لفنون الطهي تحديًا آخر نظرًا لأن أكثر من 50 ٪ من المناهج الدراسية تعتمد على التدريب العملي حيث تكون الممارسة الحقيقية هي المفتاح لإتقان المهارات.
فضلاً عن التعلم وجهًا لوجه (التقليدي) في الفصل الدراسي وخلال العقدين الماضيين، ظهر مفهومان جديدان للتعلم في مجال التعليم وهما: “التعلم المدمج” و “التعلم عن بعد”. حيث تم تبني هذان الاتجاهان كنموذج تعليمي من قبل مخططات تعليمية قليلة على نطاق ضيق، ومع ذلك فقد تميزوا بسبب أزمة كورونا باعتبارهما الخيارين الوحيدين لـجميع المؤسسات التعليمية حول العالم للنجاة والحفاظ على عملية التعلم مستمرة.
وعلى ذلك، ماذا نعني بهذين الأسلوبين؟ وما الفرق بينهما؟
التعلم المدمج مقابل التعلم عن بعد

وفقًا لقاموس أكسفورد، يعدّ التعلم المدمج ” أسلوبًا تعليميًا يتعلم فيه الطلاب عبر الوسائط الإلكترونية وعبر الإنترنت بالإضافة إلى التدريس التقليدي وجهًا لوجه ” بينما يعدّ التعلم عن بعد ” نظاماً تعليمياً يدرس فيه الأشخاص في المنزل بمساعدة مواقع الإنترنت الخاصة ويرسلون أعمالهم بالبريد الإلكتروني أو بغيره إلى معلميهم.”

ستأخذك هذه المقالة خلال الرحلة التي كان على الأكاديمية الملكية لفنون الطهي أن تمرّ بها مثل الآلاف من المؤسسات التعليمية الأخرى في العالم لتبني مفاهيم التعلم المدمج والتعلم عن بعد. وقد أظهرت الأكاديمية الملكية لفنون الطهي قصة نجاح نموذجية خلال الأزمة باتباع الخطوات التالية:
1- اختيار منصة التعلم الصحيحة
اختارت الأكاديمية الملكية لفنون الطهي (Microsoft Teams MS Teams) كمنصة تعليمية لها حيث اعتمد اختيار المنصة على سلسلة من الاجتماعات التي قام بها جميع أعضاء هيئة التدريس بالتنسيق مع قسم تكنولوجيا المعلومات لتجربة جميع ميزات المنصة واختيار أفضل الممارسات. وقد تم تدريب كل من أعضاء هيئة التدريس والطلاب بشكل كامل على كيفية استخدام المنصة لأغراض التدريس/التعلم.

2- تحديد طريقة إلقاء المحاضرات
ذهبت العديد من المؤسسات التعليمية إما إلى محاضرات مسجلة أو جلسات مباشرة على عكس الأكاديمية الملكية لفنون الطهي، فقد قطعت ميلًا إضافيًا للقيام بالأمرين لضمان السيناريو الأمثل لتجربة التعلم عن بعد بالكامل. حيث تم تسجيل المحاضرات من قبل أعضاء هيئة التدريس على شرائح برنامج العروض التقديمية PowerPoint وتم بثها عبر MS Teams قبل 24 ساعة من الجلسة المباشرة. وكانت مقاطع الفيديو المسجلة بمثابة مادة استُخدمت كمرجع للطلاب بينما كانت الجلسات المباشرة أكثر استيعابًا للفصول الدراسية التفاعلية حيث يشارك الطلاب بشكل كامل مع أعضاء هيئة التدريس من خلال الأسئلة والأجوبة والأنشطة والعمل الجماعي. وقد مكّن هذا أعضاء هيئة التدريس من متابعة الطلاب بشكل كبير، وقياس مستوى فهمهم للموضوعات التي تمت مناقشتها، والإشارة إلى تجربة تعلم الطلاب.

3- الاستفادة من التكنولوجيا على أكمل وجه

لم تترك المنصات والتطبيقات التكنولوجية أي مجال لأعذار المعلمين فيما يتعلق بالقيود التي قد يواجهونها بسبب التحول من التعلم وجهًا لوجه إلى التعلم عن بعد في الوقت الحاضر. حيث وُجدت العديد من التطبيقات والأنظمة الأساسية لمساعدتك في القيام بأنشطتك الصفية أو العمل الجماعي دون أن يعيقك قلة الاتصال المباشر. وحصلت الأكاديمية الملكية لفنون الطهي على شرف تقديمها إلى العديد من التطبيقات من خلال شراكته مع مدرسة إدارة الضيافة في لوزان EHL، مثل: Socrative و NearPod و Padlet و Kahoot و EdPuzzle و Quizlet و Flipgrid وGoogle Forms وتسمح هذه التطبيقات بأن تكون عملية التعلم متشابهة جدًا في طبيعتها مع بيئة الفصل الدراسي الحقيقية من خلال أنشطة الفصل والعمل الجماعي والاختبارات وإرسال المهام والمناقشات

4- التأكد من إجراء الدروس العملية في الحرم الجامعي

تم إجراء الدروس التي تستند إلى الخبرة العملية ولا زالت في الحرم الجامعي. وقد اتخذت الأكاديمية الملكية لفنون الطهي هذا القرار لضمان حصول الطلاب على أقصى فائدة من المهارات الصعبة المكتسبة والتي من شأنها أن تجعلهم طهاة أكفاء. وعلى الرغم من كل التحديات المتمثلة في مواجهة القيود الوبائية من حيث التباعد الاجتماعي وساعات حظر التجول وتعليق الدراسة بسبب الحالات الإيجابية، فقد التزمت الأكاديمية بوعدها للطلاب واتخذت جميع الاحتياطات والتدابير لضمان استقبال الطلاب من أجل هذه الدروس في الحرم الجامعي من خلال تقسيم الفصول إلى أعداد أصغر، والقيام بفترتين، وإطالة فترة الفصل الدراسي لتغطية الدروس الفائتة.

5- إجراء جميع التقييمات في الحرم الجامعي

ضمنت الأكاديمية الملكية لفنون الطهي إجراء جميع التقييمات والاختبارات في الحرم الجامعي لضمان الشفافية والموثوقية وصحة نتائج التقييم. وقد تطلّب ذلك بذل جهد كبير لتنظيم جدول تقييم يضمن التوافق مع اللوائح الوبائية الصادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

6- إجراء فحوصات منتظمة للجودة لضمان أعلى المعايير

تم إجراء الملاحظات الصفية المنتظمة لعضو هيئة التدريس من قبل قسم ضمان الجودة وكذلك من قبل أعضاء هيئة التدريس النظراء للحصول على دائرة من الملاحظات البناءة المستمرة التي تهدف إلى التحسين. ومن ناحية أخرى، يتلقى الطلاب العديد من الاستطلاعات على أساس منتظم في نهاية الأسبوع الأول من التعلم عن بعد لقياس مستوى الرضا واتخاذ الإجراءات التصحيحية لأي مشكلات صعبة واجهوها سواء من الناحية الفنية أو أثناء عملية التعلم.

تفتخر الأكاديمية الملكية لفنون الطهي بما تم تحقيقه على مستوى التعلم عن بعد والتعلم المدمج خلال الوضع الحرج للوباء. لا يمكن أن يكون هذا النجاح الملحوظ ممكنًا دون امتلاك حكمة الإدارة، والتفاني والمرونة من أعضاء هيئة التدريس، وتعاون واستعداد طلاب الأكاديمية الملكية لفنون الطهي، ودعم الهيئات الحكومية التي أخذت بعين الاعتبار الطبيعة الخاصة لمنهج الأكاديمية.

Open Chat
1
Need Help ?
Hello, how can we help you?